تتمتع العلاقات بين تركيا ولبنان بارتباط تجاري وثيق، حيث تشهد الأسواق اللبنانية سيطرة كبيرة للمنتجات التركية فيها، وقد ازدادت وتيرة الاستيراد من تركيا إلى لبنان بعد فترة انتشار وباء كورونا، حيث شهدت الأسواق ارتفاعا كبيرا على أسعار الاستيراد من الدول التجارية الكُبرى مثل الصين، ليتم اللجوء إلى سوق بديل ينتج البضائع بجودة عالية وأسعار مناسبة، ما سنح لتركيا بإثبات نفسها كبديل للاستيراد إلى العديد من الأسواق منها السوق اللبناني.
لا يعتبر الاستيراد من تركيا على لبنان صعبا، نظرا للعلاقات التجارية بين البلدين إلى جانب أن السوق اللبناني من أكثر الأسواق العربية استيرادا من تركيا، لكن بشكل عام يجب على المستورد الحرص على توفير كافة الأوراق المطلوبة مثل شهادة المنشأ والفواتير الضريبية المطلوبة إلى جانب شهادات الخلو من المشكلات التي تطلب عادة للمنتجات الغذائية بالإضافة إلى مراعاة قوانين الاستيراد والتصدير المتبعة في البلدين.
الاستيراد من تركيا إلى لبنان لا يكون عشوائيا، بل يجب أن تتم عملية الاستيراد من خلال اتباع بعض الخطوات التي تضمن البدء بعملية استيراد آمنة من تركيا، وهذه الخطوات تتمثل بـ:
تمتلك تركيا كافة مقومات القوة التجارية التي ترغب بها الأسواق الخارجية، حيث يجد التجار أن تركيا توفر لهم المنتجات التي يرغبون بها بجودة وكفاءة عالية وأسعار مناسبة جدا تتيح لهم هامشا ربحيا أكبر مقارنة بالاستيراد من دول أخرى، كما أن الموقع الجغرافي المميز للجمهورية التركية منحها قيمة تجارية إضافية في مجال التجارة العالمية حيث أنها توصل بين قارتي أوروبا وآسيا ما جعلها أقرب للكثير من الأسواق الدولية، وجعل عمليات الشحن بجميع أنواعها أكثر سهولة.
تُعتبر الألبسة التركية من أكثر ما يتم استيراده من السوق التركي، نظرا لأنها تُعد من أكثر الماركات المواكبة للموضة، ولأن السوق اللبناني من أكثر الأسواق العربية اهتماما بالموضة، فإنه يعتمد بشكل كبير على استيراد الملابس من تركيا.
تميزت المصانع التركية بكفاءتها العالية في صناعة الأحذية، حيث تُعد من المنتجات التي تحظى بإقبال كبير من العديد من الأسواق الدولية، لا سيما وأنها تمتاز بجودتها العالية مقابل تكلفة منخفضة بالنسبة للمستوردين مقارنة باستيرادها من دول أخرى، كما أن الأحذية التركية توائم جميع الأذواق المتبعة في الأسواق العالمية ما جعلها أكثر المنتجات التي تتصدر قائمة الاستيراد من تركيا إلى لبنان.
تتميز الجمهورية التركية بصناعة مواد التنظيف بجميع أنواعها، وقد أثبت هذا النوع من المنتجات نفسه في الكثير من الأسواق الدولية، حيث يتمتع بجودة عالية إلى جانب أنها تُصنع من مواد خام صديقة للبيئة، ما منحها قيمة كبيرة في الكثير من الدول، لاسيما تلك التي تهتم بالصحة البيئية وتحرص على تقليل استخدام المواد الكيميائية بشكل كبير.
استطاعت تركيا خلال السنوات الأخيرة التميز بالصناعات المعدنية وتصديرها، حيث يلقى القطاع الصعب التركيا إقبالا كبيرا من الأسواق الخارجية، منها السوق اللبناني.
تتميز الجمهورية التركية بضمها العديد من شركات السيارات العالمية، حيث يتم تصنيع السيارات بشكل كامل في تركيا، ليتم تصديرها إلى الكثير من الأسواق الدولية، إلى جانب قطع الغيار التي تتضمن إطارات السيارات وزيوت المحرك الخاصة بها.
تتربع الأدوات الكهربائية في مقدمة قائمة الاستيراد من تركيا إلى لبنان، حيث تتميز هذه الأدوات بكفاءتها العالية التي تُشكّل أداة جذب للمستوردين، وأكثر ما يتم تصديره من تركيا إلى لبنان هي المولدات والمحولات و الكهربائية.
مُنحت الجمهورية التركية مكانة مرموقة في تصدير المواد الغذائية إلى الأسواق الخارجية بفضل الاختلاف التضاريسي و المناخي في تركيا الذي جعلها تربة خصبة لزراعة الكثير من المنتجات وتصنيعها وتصديرها، وأكثر المنتجات الغذائية التي يتم تصديرها إلى لبنان هي الحبوب والأغذية المعلبة والحلويات والفواكه المجففة والأجبان، حيث تتميز هذه المنتجات بمراعاتها لجميع المعايير الصحية الخاصة بالأغذية ما منحها ثقة كبيرة لدى المستوردين.
بسبب الزيادة المتسارعة في التجارة بين تركيا ولبنان، ظهرت العديد من السبل التي يمكن من خلالها شحن البضائع بين البلدين.
تشكل عملية الشحن مجموعة من الخطوات التي تشمل اختيار شركة الشحن المناسبة والتأكد من الإجراءات الأساسية المرتبطة بنقل البضائع وحفظه، حيث تُعد هذه العوامل حاسمة لضمان وصول البضائع بأمان وفاعلية إلى وجهتها المقصودة.